-->

"الموت قرار" .. محطات في حياة الشاعر الذي دوخ الحكومة



"وآه يا خي اه...ياخي كنا نملا الدنيا ضي.. بس اه".. ربما تلخص تلك الكلمات التي كتبها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، الحال بعد وفاته على جميع محبيه بعدما كان يغرد دائما باشعاره وكلماته ويملأ الدنيا ليسعد الملايين من متابعيه وعشاقه.

فمنذ خمس سنوات قرر أن يختم "الفاجومي"، أحد لقاءاته التليفزيونية بجملة" الموت قرار" ليعلن الرحيل عن الدنيا الزائفة ويتركنا نعاني بها ويذهب للقاء ربه في الثالث من شهر ديسمبر عام ٢٠١٣ ميلادي


أحمد فؤاد نجم أو "ابو النجوم" كما يلقبه البعض، كان لديه العديد من الأصدقاء ولكن كانت هناك صداقة ادهشت الجميع عندما بدأت تنتشر وتتردد على ألسنه الجميع، وهي علاقة قوية، صادقة، تلخص معنى الوفاء الحقيقي الذي نفتقده بتلك الأيام وهي صداقة "نجم" برجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس

وبدأت العلاقة بين الصديقين بمطلع السبعينيات بعدما التحق نجيب ساويرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وبدأ "ساويرس" بمعرفة "نجم" بعدما ذاع صيت الأخير  بين الأوساط الطلابية من خلال الأشعار الثورية والندوات بإحدى مدرجات الصاوي المناهضة ضد الحكومة في ذلك الوقت بصحبة الشيخ إمام



لينقطع التواصل بين الطرفين لتعود مرة أخرى بعام ١٩٩٩ بدأ الجميع يتحدث عن العلاقة التي تجمع بين المهندس نجيب ساويرس الذي يعتبر "رأس مالي" وبين أحمد فؤاد نجم" الاشتراكي" عندما قام الأول بتنظيم احتفاليه ضخمه بعيد ميلاد نجم السبعينين قائلا:"كان امل حياتي اشوف نجم تاني"، لتصبح تلك الحفلة حديث الوسط الثقافي بذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين وأصبحت العلاقة بين الاثنين يعلم بها الجميع، وراح نجيب يتابعه أينما ذهب فيما بعد، بما فى ذلك حجرته الصغيرة بخوش قدم

فظل نجم مع صديقة ساويرس حتى يومه الأخير بالحياة، حتى أصبحت تلك العلاقة بئر ملئ بالأسرار والقصص والمواقف التي لم يظهر منها إلا القليل أمام عيون الكاميرات



واستطاع أحمد فؤاد نجم، من خلال اشعاره التأثير بشكل كبير في تكوين شخصية المهندس نجيب ساويرس وفي حياته منذ أن كان طالبا بجامعة القاهرة، ليبدأ في تعلم العمل الثوري منذ عام ١٩٧٤

ليصبح الفاجومي من أقرب وأعز الأصدقاء إلي  قلب نجيب ساويرس في الفترة الأخيرة التي شهدت زيارات متبادله من الطرفين سواء بالكتب أو بمنزل أحمد فؤاد نجم بالمقطم



ويقول نجيب ساويرس أنه كان دائما يقدر الفن، واما عن مواقف جمعته بنجم:"كنت بحب قاعدة نجم جدا، وكنت بروح له البيت، ولما بقعد معاه مكنتش ببطل من كتر الضحك، وفي مرة روحت معاه عند واحد صاحبه وقعت من كتر الضحك". 

وفى إحدى القاءات التليفزيونية التي جمعت نجم بساويرس، رؤى الصديق لصديقة  عن أبرز المواقف والطرائف التي حدثت معه خلال فترة حبسه بالسجن، وعن أكثر اللحظات التي ضحك بها بالسجن




بينما يقول الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، إن  نجيب ساويرس تمنى أن يتبادل معه الأدوار، ليرد عليه قائلا :"بعينك".

سنوات عاشها الثنائي بحب، ولكن فجأة يفقد أحد الأصدقاء صديقة بدون سابق إنذار، ليرحل "الفاجومي" تاركا نجيب وراه وحيدا، ففي ٣ ديسمبر عام ٢٠١٣ ودعه إلى مثواه الأخير، واقفا في عزائه، بعد أن رأه لأخر مرة قبل وفاته بأسبوعين خلال زيارته في مكتبه، ليعلق قائلا :" بموت أحمد فؤاد نجم فقدت أعز صديق". 



وأكد رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، إنه كلما قرأ شعر الراحل أحمد فؤاد نجم استشعر بأنه كان عبقريا وقطبا من أقطاب الإبداع التي لن تتكرر مرة ثانية، لذلك قرر أن تكون هناك جائزة باسم  أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، موضحا أن تلك الجائزة هي أقل شيء يمكن أن يقدمه له، خصوصا وأنه يشعر بتأنيب الضمير تجاه نجم لأنه لم يره قبل وفاته، كما يقرر تحويل المنزل الخاص بنجم إلى متحف يجمع جميع مقتنياته

المحرر
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع kallabsh .

جديد قسم : حكايات الناس

إرسال تعليق