"مراتي
ما بتغسلش ايديها قبل الأكل، ومش محافظة على نظافتها الشخصية" .. بهذه
الكلمات برر محمد حسن طبيب صيدلى دعوى تطليق ظزوجته أمام محمة الأسرة بالعجوزة،
مشيرا الى أنه بذل خلال الأشهر الأخيرة
محاولات مضنية لاقناع زوجته بضرورة غسل يديها قبل الأكل الا أنها كانت تصر على عدم
تنفيذ كلامه.
وأوضح
صاحب الـ23 عاما ، في دعواه التى حملت رقم 2976 لسنة 2019:
"تزوجت زواجًا تقليديًا حيث أعجبت بشخصية زوجتي المتدينة والملتزمة بعدما
تقدمت لخطبتها، ومن ثم وافق الأهل على الزفاف، وانتقلنا سوياً لعش الزوجية، وفى
البداية سارت الحياة على نحو مقبول لكنى اكتشفت خصال صعبة فى شخصيتها بعد
ذلك"
وتابع:"
لاحظت عليها تصرفات غريبة للغاية ، فلم تكن تهتم بنظافتها الشخصية ولا بنظافة
بيتها، بالاضافة الى اهمالها لأداء واجباتها الزوجية ولم يكن أمامى سوى اللجوء
لعدالة المحكمة لتطليقها".
وسبق
أن كشف مفتي الجمهورية فى تصريحات له بعض أحكام الطلاق التى وضعها الشرع الشريف
وأقرها الفقهاء، والتى تعد بمثابة فرصة أخرى لكى يراجع الزوجان موقفهما ويكون
لديهما فرصة جديدة لاستمرار الحياة الزوجية، مشيرا الى أن من بين تلك الأحكام أنه
يحرم على الزوج أن يطلق زوجته فى فترة الحيض وأنه يكون بذلك آثمًا، مؤكدا أن
الحكمة من ذلك أن المرأة تكون فى فترة الحيض فى حالة نفسية سيئة كما أخبر الأطباء،
فيجعل مزاج المرأة غير مهىء لأن تتعامل فى الحياة الزوجية العادية فتكون دوافع
الطلاق أكثر فى تلك الفترة.
واستشهد
بعمر بن الخطاب إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاء الى النبي وأخبره بأن
ابنه عبدالله بن عمر قد طلق زوجته وهى حائض، فقال له النبى صلى الله عليه وآله
وسلم، "مره فليراجعها حتى تطهر، فإن شاء طلق وإن شاء أمسك". وذلك لكى
يعطى فرصة لنفسه لعله يتم الإصلاح بينهما.
وأوضح
مفتى الجمهورية، أن الحكمة من ذلك أيضًا أن الإسلام ربط حدود الطلاق بالدواعى
الطبيعية عند الإنسان فهو مجبول ومدفوع لأن يلتقيا وتحصل المباشرة بعد الطهر من
الحيض، لذا على الزوج أن ينتظر لعل ذلك يقرب بينهما، وكأن الشرع قد وضع عائقًا
طبيعيًا وغريزيًا فى سبيل ألا يكون الطلاق أمرًا سهلًا.
ولفت
فضيلته إلى أن من أحكام الطلاق كذلك ألا يمس الرجل زوجته بعد طهرها إذا كان ينوى
أن يطلقها ولن يتراجع عن ذلك، حتى لا يحدث للمرأة اضطراب فى مسألة العدة، وتحتار
هل تعتد بالحيضات أم بوضع الحمل إذا كانت حاملًا فتظل فى حيرة.
وطالب
مفتى الجمهورية الأزواج إذا ما انتوى الطلاق أن يكتفوا بالطلاق طلقة واحدة، حتى
يكون لديهم الفرصة لمراجعة زوجاتهم إذا صفى الأمر بينهما، مشيرًا إلى أن القانون
المصرى يعتبر الطلاق إذا لفظة الزوج ثلاثة يحتسبه طلقة واحدة حفاظًا على الأسرة.
ومن
أحكام الطلاق كما ذكر فضيلة المفتى أن تظل المرأة فى بيتها فترة العدة مع زوجها
لأن علاقة الزواج لا تزال قائمة، قال تعالى: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ
بِرَدِّهِنَّ فِى ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً)، وكأن القرآن الكريم يوجد
مرحلة العدة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا يساعد فى التقريب بينهما مرة أخرى، لذا
نصح الفقهاء المرأة والرجل أن يراجعا موقفهما فى فترة العدة، فإن وجدا سبيلًا
للرجوع تودد كل منها للآخر حتى يتراجعا.
وأوصى
المفتى الزوج بألا يتبع الطلقة بطلقة أخرى فى مدة العدة، لأن العدة تعتبر فترة
اختبار، وعلى الزوج أن يجعل الباب مفتوحًا للرجوع لعل الأيام تقرب بينهما.
وأضاف:
"نريد إرساء ثقافة ما بعد الطلاق والذى يجب أن يكون فى أضيق الحدود، وأن تكون
العلاقة راقية وحضارية بين الزوجين المنفصلين خاصة فى وجود أبناء، فالله سبحانه
وتعالى يقول: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)، وحتى لا يكون الأبناء ضحية
فى هذا الطلاق، بل لابد من أن تسير تلك الحقوق فيما يحقق مصلحة الأبناء".
وأضاف:
اللجوء للقضاء قد يضع حلولًا خاصة فيما يتعلق بأمر حضانة الأطفال، ولكنه يجب أن
يكون عند الضرورة، والأولى أن يكون الأمر حضاريًا فيما بينهما ويكون الرجل أشد
حرصًا لأن تكون المرأة هى الحاضنة لما جبلها الله على العطف والحنان مع ضرورة عدم
غياب دور الأب فلا ينبغى أن يحرم كلاهما من الأبناء بل يتفقا على كل ما يحقق مصلحة
أبنائهما
وأكد
مفتى الجمهورية أننا بحاجة إلى دورات كثيرة للمقبلين على الزواج، وللمتزوجين كذلك،
ودورات لكيفية إدارة تربية الأبناء فيما بعد الطلاق.
وحول
يمين الطلاق أشار فضيلة المفتى أنه يأتى إلى دار الإفتاء شهريًا ما يقرب من 3200
فتوى طلاق أغلبها عبارة عن أيمان وحلف بالطلاق، يقع منها اثنان أو ثلاثة على
الأقصى، وذلك لأن علماء دار الإفتاء لديهم من الخبرة ما يستطيعون به معرفة ما إذا
كان هذا طلاقًا واقعًا أم يمين طلاق، وذلك عبر خبرتهم المتراكمة التى تلقوها عن
مشايخهم ولا توجد فى الكتب.
تعليقات: 0
إرسال تعليق