-->

"سواق الغلابة".. 20 عاما فى خدمة ركاب خط " المنيب ــ العتبة "



يجلس على كرسى القيادة، لايشغل باله سوى طريقه، يمسك بيديه "الدريكسيون" يحركه يمينا ويسارا، لحين انتهاء رحلته بسلام،يقضى معظم أوقاته  داخل الأتوبيس، وأصبح الركاب خير ونيس له فى طريقه، إنه "ياسر زكى" سائق  أتوبيس الغلابة ، ويعمل على خط رقم "106 " والذى يبدأ من المنيب ويمر بالقصر العينى وميدان الجيزة وكوبرى الجامعة وينتهى بميدان العتبة

يبدأ عمله فى الوقت الذى ينتهى فيه عمل الموظفين ، وخروج  الطلاب من مدارسهم، حيث يستلم ورديته الساعة الثانية ظهرا، ويعمل حتى الحادية عشر ونصف مساء، وتكون الساعات الأولى من الوردية فى  وقت الذروة ، الذى تتحول فيه الشوارع إلى جراجات متحركة


 بابتسامة بشوشة، يستقبل ياسر الركاب، مؤكدا لنا أنه لابد أن يكون السائق هادئا حتى يتحمل ضغوط القيادة فى هذا التوقيت ، وعصبية بعض الركاب،قائلا :" لازم نتحمل كل الركاب ونكبر دماغنا لأننا فى الأخر بنخدمهم"،يقف  لكبار السن فى  أى مكان حتى يركبوا الأتوبيس أو ينزلوا منه ، غير مكترثا بالمحطة مراعاة لسنهم، مشيرا إلى أن يجب على السائق أن يشعر بالراكب، مؤكدا أن الراكب الذى لا يمتلك حق التذكرة ، يتم توصيله مجانا

 تتزامن ورديته مع وقت الغداء ، فلا يستطيع أن يتناول وجبته فى وقتها الطبيعى،  فيصبر عم ياسر نفسه بسندوتش وكوب شاى أثناء تواجده بالمحطة ، ويتناول وجبته الرئيسية ليلا عند ذهابه لمنزله

عشرون عاما يعمل ياسر فى هيئة النقل العام، يحمل رقم ملف "14095"،  وظيفته توصيل الركاب إلى محطاتهم، يعمل على خط رقم" 106" ، الذى يعد من أقدم الخطوط بالهيئة، موضحا أن الخط عليه إقبال جماهيرى، لأنه يربط بين القاهرة والجيزة، ويمر بمحاور رئيسية كالقصر العينى وميدانى الجيزة والسيدة زينب، لافتا إلى أنه خلال ورديته  يستطيع أن يقوم بثلاث رحلات ، وتصل إيرادات اليوم 800 جنيه تقريبا


باعة الموسكى والعتبة هم أكثر مشكلة تواجه ياسر فى بدايه رحلته، فعندخروجه من محطة العتبة لابد أن يمر بمنطقة الموسكى وميدان العتبة حتى يصل إلى شارع بورسعيد ، ودائما ما تشهد هذه المنطقة زحام مرورى، بسبب افتراش الباعة  حرم الطريق، قائلا :" هم الباعة أكتر حاجة بضايقنى فى الخط بعد كده  الدنيا بتمشى" ، كاشفا عن أن رحلة الخط تستغرق ساعتين
الصيانة المستمرة للأتوبيس تجعل الأعطال أمرا نادرا، هذا ما أكده لنا عم ياسر، موضحا أن بالرغم من أن الأتوبيس من الأتوبيسات القديمة الذى مر عليها أكثر من عشر سنين ، إلا أن صيانته بشكل دورى ، تجعل أعطاله شبه مستحيله ، لافتا إلى أن الأتوبيس يدخل كل عشرة أيام للصيانة داخل فرع "بدر" لإحداث "دوج " وهى عبارة عن صيانة شاملة للاطمئنان على الغاز والعجل والفرامل ومحرك الأتوبيس

ووجه زكى الشكر لمدير الفرع المهندس نادى والمهندس محمد عبد الواحد مدير الحركة، لأنهم لا يخرجون أى أتوبيس به عطل للعمل ، مؤكدا أنه طوال عمله على هذا الخط طوال السنين الماضية لم يصدف الأمر وتعطل الأتوبيس به هو والركاب، مشيرا إلى أن اللواء رزق على رئيس هيئة النقل العام منذ توليه الهيئة  قام بتوفير قطع الغيار للأتوبيسات الحمراء ، موجها الشكر له لاهتمامه بشراء قطع غيار وصيانة الأتوبيسات بشكل مستمر

المحرر
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع kallabsh .

جديد قسم : حكايات الناس

إرسال تعليق